قضية اختفاء إيتان باتز: قصة أول طفل تظهر صورته على علب الحليب! قضية اختفاء إيتان باتز: ق...

قضية اختفاء إيتان باتز: قصة أول طفل تظهر صورته على علب الحليب!

قضية اختفاء إيتان باتز: قصة أول طفل تظهر صورته على علب الحليب!

في صباح يوم 25 مايو 1979، خرج الطفل الأمريكي إيتان باتز البالغ من العمر ست سنوات من شقته في منطقة سوهو في مدينة نيويورك متوجهاً إلى محطة الحافلات المدرسية. كانت هذه هي المرة الأولى التي يُسمح له بالذهاب بمفرده، لكنه لم يصل إلى وجهته أبدًا. اختفاؤه أثار حالة من الذعر والقلق في المجتمع الأمريكي، وأدى إلى حملة بحث واسعة النطاق استمرت لعقود. هذه القصة لا تعكس فقط مأساة اختفاء طفل، بل كانت نقطة تحول في كيفية التعامل مع حالات اختفاء الأطفال في الولايات المتحدة.

إيتان باتز ولد في 9 أكتوبر 1972 لأسرته اليهودية المكونة من والديه ستانلي وجولي باتز، وله شقيقان. كان طفلًا نشيطًا ومحبوبًا، وكانت أسرته تعيش في شقة متواضعة في منطقة سوهو التي كانت آنذاك منطقة سكنية ناشئة. كان ستانلي باتز مصورًا محترفًا، بينما كانت جولي تعمل كمدرسة.

في صباح ذلك اليوم المشؤوم، طلب إيتان من والدته أن يسمح له بالذهاب إلى محطة الحافلات المدرسية بمفرده، وكان ذلك رغبة منه في الاستقلال. وافقت والدته على ذلك بشرط أن يسير مباشرة إلى المحطة التي تبعد حوالي مئة متر فقط عن منزلهم. غادر إيتان المنزل حوالي الساعة 8 صباحًا، وهو يحمل حقيبة ظهر زرقاء صغيرة.

عندما لم يعد إيتان من المدرسة في نهاية اليوم، اتصلت والدته بالمدرسة لتكتشف أنه لم يصل أبدًا إلى هناك. تم استدعاء الشرطة على الفور، وبدأت عملية بحث واسعة النطاق شملت مئات المتطوعين وضباط الشرطة. تم توزيع آلاف المنشورات التي تحمل صورته، وانتشرت الأخبار بسرعة عبر وسائل الإعلام.

في الأيام الأولى من التحقيق، تم استجواب العديد من الشهود في المنطقة، بما في ذلك سائقي الحافلات وأصحاب المتاجر. لم تكن هناك أي دلائل واضحة تشير إلى مكان وجود إيتان. بدأت الشرطة بفحص كل شخص يمكن أن يكون له علاقة بالقضية، ولكن لم يتم التوصل إلى أي نتائج ملموسة.

على مر السنين، تم استجواب العديد من الأشخاص وتم فحص العديد من الأدلة، ولكن دون أي تقدم يذكر. في عام 1983، اعترف رجل يُدعى جوزيف داوسون بخطف وقتل إيتان، لكنه سرعان ما تراجع عن اعترافه، وتم استبعاده كمتهم رئيسي.


في عام 2010، أعادت السلطات فتح القضية بفضل جهود جديدة ومراجعات للأدلة. في عام 2012، اعتقل شخص يُدعى بيدرو هرنانديز، الذي كان يعمل في متجر قريب من مكان اختفاء إيتان. اعترف هرنانديز بخطف وقتل إيتان، قائلاً إنه أغراه إلى القبو وقتله هناك. كانت هذه الاعترافات بمثابة تطور كبير في القضية.

خلال المحاكمة، تم تقديم اعترافات هرنانديز كدليل رئيسي، بالإضافة إلى شهادات من أصدقاء وزملاء له ذكروا أنه اعترف لهم بالجريمة في الماضي. على الرغم من محاولات الدفاع لإثبات أن هرنانديز يعاني من اضطرابات عقلية وأن اعترافاته غير موثوقة، تم إدانته في عام 2017 بتهمة القتل والاختطاف، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

كانت قضية إيتان باتز نقطة تحول في كيفية تعامل المجتمع الأمريكي مع حالات اختفاء الأطفال. في عام 1983، تم إعلان يوم 25 مايو، يوم اختفاء إيتان، "يوم الأطفال المفقودين" في الولايات المتحدة، وذلك لزيادة الوعي والتذكير بأهمية حماية الأطفال. كما أدى اختفاؤه إلى تحسين إجراءات الأمان في المدارس وإدخال برامج جديدة لتعقب الأطفال المفقودين.



تبقى قصة إيتان باتز واحدة من أكثر قصص الاختفاء تأثيرًا في التاريخ الأمريكي. على الرغم من النهاية المأساوية، إلا أن قضيته ساهمت في إحداث تغييرات إيجابية في كيفية التعامل مع حالات اختفاء الأطفال وزيادة الوعي حول أهمية الأمان للأطفال. قصة إيتان تظل تذكرة دائمة بأهمية اليقظة والتعاون المجتمعي في حماية الأجيال الشابة.