غابات المانجروف .. معجزة طبيعية وكنز بيئي ساحر غابات المانجروف .. معجزة ...
غابات المانجروف .. معجزة طبيعية وكنز بيئي ساحر
تتوجه أنظار عشاق الطبيعة والمغامرة للاستمتاع بمشاهدة أشجار المانجروف، هذه الأعجوبة البيئية التي تشكل نظامًا بيئيًا متكاملاً يمنح الحياة للكائنات الحية البرية والبحرية على حد سواء. ورغم أنها تمثل فقط 0.5٪ من الشريط الساحلي للبحار والمحيطات، إلا أن تأثيرها البيئي كبير جداً.
جمال الطبيعة وتنوعها البيولوجي
وتتميز هذه الأشجار الفريدة بغناها بالمواد العضوية، وتُعرف بمقاومتها للملوحة. تلعب دوراً مهماً في حماية الشواطئ من التآكل، وتنقية المياه من الملوثات، وتخزين الكربون، مما يساهم في مكافحة التغير المناخي. وتمنح جذورها المتشابكة فوق وتحت سطح الماء مظهراً ساحراً يعكس جمال الطبيعة.
وتعتبر غابات المانجروف موطناً لتنوع بيولوجي نادر، حيث تحتضن مجموعة متنوعة من الطيور والأسماك وتكون مأوى لصغار العديد من الأنواع البحرية. كما تُعد مصدر رزق للعديد من صيادي الأسماك وجامعي القشريات، وتعتبر وجهة سياحية جذابة لهواة التجديف.
استزراع المانجروف ودوره في التنمية المستدامة
وتساهم المانجروف في تخفيف تغير المناخ ودعم التنمية المستدامة بهدف تحقيق الحياد الصفري. وقد نجحت مشاريع استزراع المانجروف على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي في إعادة تأهيل المواقع المتدهورة وتكثيف انتشارها في المناطق ذات الانتشار المحدود، ضمن مبادرة السعودية الخضراء. وتعتمد الزراعة على التجارب الحقلية والأبحاث الحديثة لمواجهة التحديات في استعادة المانجروف في البيئات القاسية.
فوائد متنوعة ومبادرات توعوية
وتُعد أشجار المانجروف مرعى طبيعي لغذاء النحل، حيث يستفيد منها النحالون في تربية ورعي النحل. وفي هذا الإطار، أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر جهودًا مكثفة لمنع التعديات على النظام البيئي لأشجار المانجروف من خلال سنّ القوانين والتشريعات، بالإضافة إلى مشاريع إعادة تأهيل الغابات كضرورة مُلحة لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
ويعمل المركز حاليًا على زراعة 13 مليون شجرة على سواحل المملكة، تحقيقًا للمستهدفات الوطنية بزراعة 100 مليون شجرة بحلول عام 2030، ويقوم بتوعية المجتمعات المحلية بأهمية هذه الغابات وكيفية الحفاظ عليها لتعزيز التنوع البيولوجي.
الاحتفال باليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف
وفي 26 يوليو من كل عام، يُحتفل باليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف، لتسليط الضوء على أهمية هذه النظم البيئية كـ"نظام بيئي فريد ومميز ومعرض للخطر"، ولتعزيز الحلول من أجل إدارتها واستخدامها بشكل مستدام.
هذه الجهود تؤكد على الالتزام بحماية هذا الكنز الطبيعي الثمين وضمان استدامته للأجيال القادمة، مما يسهم في تعزيز التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة.