سعد زغلول: حكاية الزعيم الذي نهض بمصر من الريف إلى ساحات السياسة العالمية سعد زغلول: حكاية الزعيم ا...
سعد زغلول: حكاية الزعيم الذي نهض بمصر من الريف إلى ساحات السياسة العالمية
إذا بنتكلم عن الشخصيات اللي حُفرت أسماؤهم في التاريخ المصري، ما نقدر ننسى سعد زغلول. هذا الرجل اللي بدأ حياته من قرية صغيرة في الريف المصري، وشق طريقه لين صار زعيم أمة وقائد ثورة غيرت وجه مصر. الحكاية ما كانت عادية، لا من بدايتها ولا نهايتها. تعالوا نبحر مع قصة هذا الزعيم العظيم ونعرف تفاصيل حياته، اللي مليانة كفاح وإنجازات، لكنها برضو ما خلت من الصعوبات والتحديات.
الميلاد والنشأة: من الريف البسيط إلى عوالم السياسة
سعد زغلول شاف النور لأول مرة في قرية صغيرة اسمها "إبيانة" بمحافظة كفر الشيخ الحالية. ولد سنة 1858 - أو يمكن قبلها بسنتين، حسب كلام بعض المؤرخين - في زمن كان الريف المصري بسيط جدًا، الناس فيه تعيش على الزراعة والحياة البسيطة.
كان أبوه عمدة القرية، وأمه من عائلة معروفة. لكن القدر ما خلا الأمور سهلة عليه، فقد والده وهو صغير، وصار يتيم، لكن مو أي يتيم. كان عنده عزيمة وتصميم يخليه يطلع من حياة القرية الصغيرة لحياة أكبر وأوسع.
سعد في طفولته كان ذكي، لكن بنفس الوقت كان عنيد جدًا. هذا العناد هو اللي خلاه يتميز ويثبت نفسه في كل مرحلة من حياته. ومن هنا بدأت رحلته مع التعليم.
البداية: الكُتّاب ثم الأزهر
بدأ سعد تعليمه في الكتّاب، المكان اللي كل أطفال القرية يتعلمون فيه القراءة وحفظ القرآن. خلال خمس سنوات، ختم القرآن وصار واحد من اللي يتميزون بين أقرانه. بعدها، قرروا أهله يرسلون ولدهم للقاهرة، هناك راح يدرس في الأزهر.
في الأزهر، التقى سعد بأستاذه محمد عبده، هذا الرجل كان له تأثير كبير على حياته. مو بس علّمه العلوم الدينية، لكن فتح له أبواب الفكر الحر والإصلاح. وهنا بدأ يتشكل وعي سعد السياسي والاجتماعي.
من الأزهر إلى باريس: رحلة العلم والتطور
بعد سنوات من الدراسة في الأزهر، قرر سعد إنه ما يكتفي بهذا القدر. سافر إلى باريس، وهناك درس القانون وحصل على شهادة الحقوق. هذا الشي كان يعتبر إنجاز كبير لشاب مصري في ذلك الوقت. تعلم اللغة الفرنسية وأتقنها، وصار قادر يناقش ويناظر بكل قوة.
وجوده في باريس ما كان مجرد دراسة، لكنه كمان كان فرصة يتعرف على الأفكار الجديدة والثورات اللي صارت في أوروبا. وهذا أثر على طريقة تفكيره ورؤيته لمستقبل مصر.
العمل في القضاء: أولى خطوات النجاح
بعد ما رجع من باريس، اشتغل سعد في القضاء. بدأ من الصفر، لكنه بسرعة صار واحد من أبرز القضاة في مصر. عمله في القضاء خلاه قريب من الناس، يفهم مشاكلهم ومعاناتهم. وكان دايم يسعى لتحقيق العدالة، مهما كانت الصعوبات.
المرحلة السياسية: صعود نجم زعيم الأمة
بداية سعد مع السياسة كانت من خلال صالون الأميرة نازلي فاضل. هذا المكان كان ملتقى للنخب السياسية والمثقفين. هناك تعرف سعد على ناس مهمين، وصار عنده شبكة علاقات قوية.
لكن الحدث اللي غير مجرى حياته تمامًا كان تأسيس حزب الوفد المصري. هذا الحزب صار صوت المصريين في المطالبة بالاستقلال عن الاحتلال البريطاني. سعد وزملاؤه بدأوا بجمع التوكيلات من الناس، عشان يمثلونهم قدام الإنجليز.
ثورة 1919: النقطة الفاصلة
في 1919، طلب سعد إنه يسافر مع وفده إلى لندن للتفاوض على استقلال مصر. لكن الإنجليز رفضوا، وقرروا ينفون سعد إلى جزيرة مالطا. وهنا انفجرت الثورة. الشعب المصري كله خرج للشوارع يهتف باسم سعد، يطالب بحريته وكرامته.
الثورة كانت علامة فارقة في تاريخ مصر، وسعد صار رمز لهذه الحرية. بعد الإفراج عنه، استمر في كفاحه. وحتى لما الإنجليز قدموا بعض التنازلات، كان سعد واضح: "ما نرضى إلا بالاستقلال التام".
رئاسة الوزراء: تحديات وصعوبات
سعد زغلول وصل لرئاسة الوزراء سنة 1924، بعد فوز حزبه بأول انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر. لكنه واجه تحديات كبيرة، أبرزها حادثة اغتيال السردار الإنجليزي لي ستاك. بريطانيا قدمت إنذار شديد، وسعد قرر يستقيل احتجاجًا على هذه الإهانة.
رئاسته للوزارة ما استمرت طويلاً، لكنها كانت كافية تثبت إنه زعيم مخلص لشعبه.
حياته الشخصية: الإنسان خلف الزعيم
سعد زغلول كان شخص بسيط في حياته اليومية، لكنه عانى من بعض العادات اللي ندم عليها لاحقًا، مثل لعب القمار. في مذكراته، كتب عن كيف كان يحاول يتخلص من هذه العادة، وكيف أثرت على حياته الزوجية.
مع زوجته صفية زغلول، كانوا يشكلون ثنائي مميز. رغم إنهم ما أنجبوا أطفال، إلا إنهم تبنوا طفلين وكرسوا حياتهم لخدمة الناس.
وفاته وإرثه
في 23 أغسطس 1927، غاب سعد زغلول عن الدنيا، لكنه ترك أثر عظيم في قلوب المصريين. جنازته كانت مهيبة، والناس كلها ودعته بحزن وألم. اليوم، ضريحه في "بيت الأمة" يظل شاهد على حياة زعيم كرس حياته لخدمة وطنه.
سعد زغلول مو بس زعيم سياسي. هو رمز للشجاعة والتضحية. تعلم من الريف، وناضل في المدينة. ما استسلم، ولا خاف من المواجهة. كان يؤمن إن الحرية حق لكل مصري، وإن الكرامة ما تتجزأ.
قصة سعد زغلول تعلمنا إنه مهما كانت التحديات، بالإصرار والعمل نقدر نحقق المستحيل.