مطاردة جيمس إيرل راي: السباق لإلقاء القبض على قاتل مارتن لوثر كينغ مطاردة جيمس إيرل راي: الس...

مطاردة جيمس إيرل راي: السباق لإلقاء القبض على قاتل مارتن لوثر كينغ

مطاردة جيمس إيرل راي: السباق لإلقاء القبض على قاتل مارتن لوثر كينغ

الخلفية: من هو جيمس إيرل راي؟

جيمس إيرل راي وُلِد في 10 مارس 1928 في ألبيون، ميشيغان، وكان معروفاً بسجله الجنائي الطويل قبل أن يصبح مشهوراً بسبب اغتياله للدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور. بدأ راي حياته الإجرامية بارتكاب سلسلة من الجرائم الصغيرة مثل السرقة، وفي عام 1959، تم سجنه بتهمة السرقة المسلحة. أثناء وجوده في السجن، بدأ راي بالتخطيط لحياته بعد الخروج، وتعلم كيفية الهروب من السجون، وهو ما نفذه بنجاح في عام 1967 عندما هرب من سجن ميسوري.

الاغتيال وبداية المطاردة

في 4 أبريل 1968، أطلق جيمس إيرل راي النار على الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور، زعيم الحقوق المدنية الأمريكي، بينما كان يقف على شرفة غرفته في موتيل لورين في ممفيس، تينيسي. أدى اغتيال كينغ إلى اندلاع موجة من الغضب والاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأصبح القبض على راي أولوية قصوى للسلطات الفيدرالية والمحلية.

التحقيق في موقع الجريمة

بعد إطلاق النار، تم العثور على بندقية راي، من نوع ريمنغتون 760، بالقرب من مسرح الجريمة، وكانت هناك بصمات أصابع راي على السلاح. بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بتعقب راي باستخدام الأدلة المتاحة. تم اكتشاف أن راي استخدم عدة أسماء مستعارة وكان يتنقل بين المدن بسرعة لتجنب القبض عليه.

الفرار إلى كندا وأوروبا

بعد ارتكاب الجريمة، تمكن راي من الفرار إلى كندا باستخدام اسم مستعار، حيث حصل على جواز سفر كندي مزور باسم "رامون جورج سنيد". ثم سافر إلى لندن ومن هناك إلى لشبونة، البرتغال. ظل راي في حالة تنقل مستمر، حيث انتقل بين عدة دول أوروبية لتجنب السلطات.

تعقب راي

بدأت السلطات الفيدرالية تعقب راي على مستوى دولي. تعاون مكتب التحقيقات الفيدرالي مع الشرطة الدولية (الإنتربول) لتعقب تحركاته. تم تعقب العديد من التحويلات المالية والتحقيق في الأماكن التي زارها. في يونيو 1968، تم تحديد مكانه في لندن، حيث كان يقيم في نزل صغير.

القبض على راي

في 8 يونيو 1968، تم القبض على جيمس إيرل راي في مطار هيثرو بلندن بينما كان يحاول السفر إلى بروكسل باستخدام جواز سفر مزور. تم تسليمه إلى الولايات المتحدة بعد فترة قصيرة من الإجراءات القانونية.

المحاكمة والعقوبة

بعد عودته إلى الولايات المتحدة، واجه راي محاكمة بتهمة اغتيال مارتن لوثر كينغ جونيور. في 10 مارس 1969، اعترف راي بذنبه في اغتيال كينغ مقابل تجنب حكم الإعدام. حُكم عليه بالسجن 99 عاماً.

النظريات والتساؤلات

على الرغم من اعترافه، ظهرت العديد من النظريات التي تزعم أن راي لم يتصرف بمفرده وأن هناك مؤامرة أوسع لاغتيال كينغ. شكك العديد من أفراد عائلة كينغ وأنصاره في الرواية الرسمية، معتبرين أن راي كان مجرد أداة في مؤامرة أكبر. في مقابلات لاحقة، نفى راي ضلوعه في الجريمة، مدعياً أنه كان ضحية لمؤامرة.

الحياة في السجن

قضى راي سنواته التالية في السجن، محاولاً بشكل مستمر إعادة فتح قضيته وإثبات براءته. كتب العديد من الرسائل والكتب التي تتناول قضيته، وزعم فيها أنه لم يكن القاتل الحقيقي. في عام 1977، تمكن راي من الهروب لفترة وجيزة من سجن برشكات ميديام الأمن في تينيسي، لكن تم القبض عليه بعد ثلاثة أيام.

الوفاة والإرث

توفي جيمس إيرل راي في 23 أبريل 1998 بسبب مضاعفات مرض الكبد. لم يتمكن من إثبات براءته، وظل اسم راي مرتبطاً بجريمة اغتيال مارتن لوثر كينغ جونيور. تظل قصة راي مثيرة للجدل ومحاطة بالتساؤلات حول ما إذا كان قد تصرف بمفرده أم كان جزءاً من مؤامرة أوسع.

تُعد مطاردة جيمس إيرل راي واحدة من أكثر المطاردات إثارة وتعقيداً في تاريخ الولايات المتحدة. سلطت هذه القضية الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات في التعامل مع الجرائم السياسية البارزة وضرورة التعاون الدولي لتعقب المجرمين. تظل القصة رمزاً للصراع من أجل العدالة والحق في معرفة الحقيقة، وسط ظلال الشكوك والنظريات التي تحيط بها.