سعد زغلول: زعيم الأمة المصرية ورائد الحركة الوطنية سعد زغلول: زعيم الأمة الم...

سعد زغلول: زعيم الأمة المصرية ورائد الحركة الوطنية

سعد زغلول: زعيم الأمة المصرية ورائد الحركة الوطنية

سعد زغلول، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ مصر الحديث، وزعيم الحركة الوطنية المصرية في أوائل القرن العشرين. وُلِد في قرية إبيانه بمحافظة كفر الشيخ في 1 يولي 1859، وتوفي في 23 أغسطس 1927. يُعتبر زغلول أحد القادة الذين شكلوا ملامح النضال الوطني المصري ضد الاحتلال البريطاني، وقاد ثورة 1919 التي كانت محطة مهمة في تاريخ مصر الحديث.

وُلد سعد زغلول في أسرة ريفية متوسطة الحال، وتلقى تعليمه الأولي في كتاب القرية، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم. ثم انتقل إلى القاهرة للدراسة في الأزهر الشريف، حيث تعمق في دراسة العلوم الدينية واللغة العربية. بعد ذلك، التحق بمدرسة الحقوق، والتي كانت خطوة مهمة نحو مسيرته المهنية والسياسية.

بدأ سعد زغلول حياته المهنية كمحامٍ، لكنه سرعان ما انجذب إلى العمل السياسي. في بداية مسيرته، كان زغلول عضوًا في الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل، ولكنه سرعان ما أسس حزب الوفد المصري، الذي أصبح الحزب الرئيسي للحركة الوطنية المصرية. تميز زغلول بقدرته على التنظيم والتواصل مع الجماهير، مما أكسبه شعبية كبيرة.

ثورة 1919

تعتبر ثورة 1919 نقطة التحول الكبرى في مسيرة سعد زغلول. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، طالب زغلول وزملاؤه في حزب الوفد بالسفر إلى باريس لعرض قضية مصر أمام مؤتمر الصلح. رفضت السلطات البريطانية هذا الطلب واعتقلت زغلول ونفته إلى جزيرة مالطا، مما أثار غضب الشعب المصري واندلعت الثورة في مارس 1919. كانت هذه الثورة تعبيرًا عن الرفض الشعبي للاحتلال البريطاني والمطالبة بالاستقلال الوطني.

بعد اندلاع الثورة، اضطرت السلطات البريطانية للإفراج عن سعد زغلول وسمحت له بالذهاب إلى باريس لعرض قضية مصر. قاد زغلول المفاوضات مع البريطانيين للحصول على الاستقلال، ورغم التحديات الكبيرة، تمكن من تحقيق بعض النجاحات، منها إصدار تصريح 28 فبراير 1922 الذي أعلن فيه استقلال مصر كدولة ذات سيادة. ولكن، بقيت بعض الأمور الهامة تحت السيطرة البريطانية، مما دفع زغلول لمواصلة النضال.

بعد إعلان الاستقلال، أصبح سعد زغلول أول رئيس وزراء لمصر في حكومة مستقلة عام 1924. خلال فترة حكمه القصيرة، عمل على بناء المؤسسات الوطنية وتعزيز الاستقلال، ولكنه واجه تحديات كبيرة من الداخل والخارج. استقال زغلول من منصبه في نوفمبر 1924 بعد اغتيال السير لي ستاك، الحاكم العام للسودان، والذي أدى إلى تصاعد التوترات مع البريطانيين.

ترك سعد زغلول إرثًا كبيرًا في تاريخ مصر الحديث. كان رمزًا للنضال من أجل الحرية والاستقلال، وألهمت مسيرته العديد من الأجيال في مصر والعالم العربي. قام زغلول بتأسيس حزب الوفد الذي أصبح الحزب الرئيسي في الحياة السياسية المصرية لفترة طويلة. كما أنه ساهم في وضع الأسس للديمقراطية والحكم الدستوري في مصر.

يظل سعد زغلول رمزًا من رموز النضال الوطني المصري، وشخصية محورية في تاريخ مصر الحديث. كانت حياته مليئة بالتحديات والإنجازات، وقد نجح في كسب قلوب وعقول الشعب المصري بفضل شجاعته وصدقه وإخلاصه لقضية الوطن. ستظل ذكراه محفورة في وجدان المصريين كقائد وزعيم ناضل من أجل حرية واستقلال بلاده.