اكتشف سحر الحياة البرية في محمية أكاجيرا بشرق رواندا اكتشف سحر الحياة البرية ف...

اكتشف سحر الحياة البرية في محمية أكاجيرا بشرق رواندا

اكتشف سحر الحياة البرية في محمية أكاجيرا بشرق رواندا

بين أحضان الطبيعة البرية الساحرة بشرق رواندا، تُقدم محمية أكاجيرا تجربة لا تُنسى لعشاق السفاري والطبيعة. على متن سيارة دفع رباعي، تبدأ الرحلة وسط مشاهد تأسر القلوب، حيث تمتد الأراضي الرطبة والمناظر الخلابة على مساحة تزيد عن 1100 كيلومتر مربع، ما يجعلها واحدة من أهم المحميات في أفريقيا.

في بداية الطريق، تتراءى الخنازير البرية على مسافة بعيدة وهي تبحث عن غذائها، تحذرًا من الحيوانات المفترسة. ومع التوغل أكثر، تظهر أمامك قطعان من الجاموس والحمير الوحشية تعيش بحالة من التأهب. ثم تأتي اللحظة الأكثر إثارة حين تلوح الأسود من بعيد تحت ظلال الأشجار، حيث تتوقف لتلتقط الصور قبل متابعة الرحلة.

وعلى مدار ساعات الرحلة، تتنوع المشاهد بين زرافات طويلة الأعناق، ووحيد القرن الذي يسير بثقة، وأفراس النهر والتماسيح تسبح في المياه، بينما تتراقص الطيور النادرة على أغصان الأشجار، والقردة الصغيرة تلعب على جنبات النهر.

قصة نهوض محمية أكاجيرا

تأسست المحمية عام 1934، لكن تحديات الزمن لم تكن سهلة عليها، خاصة بعد الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، حيث تعرضت لأضرار كبيرة بفعل الصيد الجائر وفقدان أجزاء واسعة منها. ومع ذلك، استعادتها رواندا بفضل شراكة بين مجلس التنمية الرواندي وهيئة المتنزهات الأفريقية، حيث أصبحت اليوم وجهة سياحية عالمية تحتضن أكثر من 15 ألف حيوان بري و150 فيلًا وحوالي 100 زرافة.


اقتصاد الطبيعة والاستدامة

تستقبل أكاجيرا أكثر من 54 ألف زائر سنويًا، حيث تسهم إيراداتها في دعم الاقتصاد المحلي بحوالي 5.3 ملايين دولار سنويًا. وتوظف المحمية أكثر من 320 شخصًا من المجتمعات المحيطة بها، ما يعزز دورها الاجتماعي والاقتصادي. كما تُخصص 10% من إيراداتها لدعم السكان المحليين، مما يساعد على تحسين ظروف معيشتهم.

أنشطة وتجارب لا تُفوّت

تتيح المحمية مجموعة واسعة من الأنشطة، مثل رحلات السفاري النهارية والليلية، والتجديف بالقوارب، ورحلات المشي برفقة الأدلاء، والتخييم بجانب البحيرات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار قضاء أوقات ممتعة في خيام التخييم أو النزل المصممة بأسلوب يتماشى مع الطبيعة البرية.

وفي نهاية يوم مليء بالمغامرات، يمكنك الاسترخاء في مطاعم تطل على البحيرة، والاستمتاع بجلسة هادئة مع أصوات الطبيعة المحيطة، لتستعد ليوم جديد مليء بالمفاجآت.


رواندا: وجهة سياحية متكاملة

تُمثل أكاجيرا جزءًا من التراث السياحي الغني لرواندا، إلى جانب غابة نوينغوي الشهيرة ومنطقة البراكين، موطن الغوريلا. وتستقطب رواندا حوالي 1.5 مليون زائر سنويًا، حيث تحقق عائدات سياحية تبلغ 640 مليون دولار، ما يعكس نجاحها في استثمار طبيعتها الفريدة لجذب السياح من أنحاء العالم.